لا يقيد المناخ الاستوائي المسافر في اختيار الموسم – فهو يحدد نمط العطلة. يأتي البعض للاستمتاع بأشعة الشمس، والبعض الآخر للمغامرة أو مشاهدة المعالم السياحية. ويعتمد الاختيار الدقيق لموعد الذهاب إلى تايلاند على رغبتك: هل تريد أخذ حمام شمسي دون توقف، أو ركوب الأمواج، أو الذهاب إلى الغابة. يقدم كل شهر مجموعة مختلفة من الظروف وبالتالي وجهة مختلفة.
التقسيم الموسمي: متى يكون أفضل وقت للسفر إلى تايلاند؟
لا يتعلق الأمر بموعد الذهاب إلى تايلاند بالتاريخ في التقويم، بل بالغرض من الرحلة. تعيش البلاد وفقًا لإيقاع ثلاث دورات طبيعية لا تشكل فقط درجة الحرارة والرطوبة، ولكن أيضًا وتيرة العطلة نفسها. ينقسم المناخ إلى فترات جافة وحارة ورطبة. وتحدد كل واحدة من هذه الفترات المدة التي يجب أن تأخذ فيها حماماً شمسياً، وعدد الأيام المناسبة لمشاهدة المعالم السياحية ومدى ارتفاع أسعار التذاكر والفنادق.
الشتاء: موسم الذروة
تصبح الفترة من ديسمبر إلى فبراير ذروة الاهتمام السياحي. حيث يستقر الهواء عند +28…+31 درجة مئوية، وينعدم هطول الأمطار تقريبًا وتنخفض الرطوبة إلى 50-60%. وهذا يعطي شعوراً بالبرودة حتى في أشعة الشمس الساطعة. المناخ معتدل بشكل خاص على السواحل والجزر.
تنشط منتجعات تايلاند بكامل قوتها في هذا الوقت: فموظفو الفنادق في حالة تأهب قصوى، وتمتلئ الشواطئ منذ الصباح الباكر، وتباع رحلات القوارب دون توقف. يفوز الساحل الغربي بشكل خاص: فوكيت، كرابي، لانتا. يبقى البحر صافياً، بدون عواصف، بدون طحالب. حتى في الجزر البعيدة، تبقى درجة حرارة المياه عند +28 درجة مئوية.
موسم الذروة يرفع الأسعار: ترتفع تكلفة الرحلة إلى تايلاند بنسبة 30-50% مقارنةً بفصل الخريف. يتم حجز الغرف قبل 2-3 أشهر مقدمًا، وتختفي تذاكر الطيران من الأيام الأولى من شهر ديسمبر. هذه الفترة مناسبة للعطلات الشاطئية المريحة وحفلات الزفاف وشهر العسل والرحلات العائلية. السياح من أوروبا يشكلون التدفق الرئيسي.
الربيع: تشتد الحرارة في فصل الربيع
واعتباراً من شهر مارس، يتحول المناخ إلى حار. وترتفع درجة الحرارة إلى +35… +38 درجة مئوية، أعلى في شمال ووسط البلاد. تنخفض الرطوبة، مما يجعل الهواء جافاً ولكنه حارق. بالنسبة لبانكوك وشيانغ ماي – وضع متطرف: ترتفع درجة حرارة الأسفلت إلى +50 درجة مئوية، وتصدر المباني حرارة وفي الليل. أما في الجزر، فيخف الشعور بنسيم البحر. فوكيت وكو ليبي وكو لانتا تصبح خلاصًا: ترتفع درجة حرارة البحر إلى +30 درجة مئوية، وتكون الرطوبة أقل مما هي عليه في الصيف. في هذا الوقت، يمكن السفر إلى الجبال في هذا الوقت، ولكن بحذر: فالحرارة تسبب التعب السريع.
أبريل هو شهر سونغكران، السنة التايلاندية الجديدة. تقام المهرجانات المائية في جميع أنحاء البلاد، حيث تتحول الشوارع إلى نوافير حية. يشارك السياح في الاحتفالات مثلهم مثل السكان المحليين، لذا فإن هذا الشهر يحافظ على استمرار تدفق المياه حتى في ظل الحرارة الشديدة. يصبح شهر مايو حدودياً: يبدأ موسم الأمطار في بعض المناطق. لكن الأمطار لها طابع العواصف الرعدية المسائية أو العواصف الليلية، ولا تتداخل مع الأنشطة النهارية. تعتبر ساموي وبانجان وتاو مواتية بشكل خاص للزيارة في شهر مايو – فهي أكثر جفافاً هنا لفترة أطول من فوكيت.
الصيف: موسم الأمطار
متى تذهب إلى تايلاند في الصيف – يعتمد الاختيار على الغرض من الرحلة. يعتبر يونيو ويوليو وأغسطس تقليديًا “موسمًا منخفضًا”، ولكن في الواقع تظل البلاد مفتوحة للسياحة. تستقر درجة حرارة الهواء عند +30…+32 درجة مئوية، وتبقى المياه في البحر دافئة – حوالي +28 درجة مئوية. تزداد الرطوبة بشكل ملحوظ – تصل إلى 80-90%. يصبح الجو استوائياً بالمعنى الحرفي: خانق وكثيف ورطب.
لا تستمر الأمطار طوال اليوم. السيناريو الأكثر شيوعًا هو صباح مشمس وبعد الظهر غائم وأمطار غزيرة في المساء. قد يدوي الرعد أثناء الليل، ولكن الشمس تشرق مرة أخرى في الصباح. وهذا يخلق إيقاعاً مريحاً: السباحة والرحلات الصباحية، والراحة بعد الظهر في الفندق، والمشي في المساء تحت المطر الخفيف.
يصبح الصيف هو الوقت المناسب للرحلات السياحية إلى تايلاند. تقوم شركات النقل الجوي بتخفيض الأسعار بنسبة 20-40%، وتشمل الفنادق خدمات مجانية – النقل والتدليك والرحلات. كما تنخفض كثافة السياح. تظل الشواطئ، التي عادة ما تكون ممتلئة عن آخرها، فارغة تقريبًا حتى في المنتجعات الشعبية.
في يونيو ويوليو من الأفضل الذهاب إلى الساحل الشرقي: ساموي، بانجان، تاو. هنا تكون الأمطار أقل تواتراً، ويبقى البحر هادئاً ولا تفقد المياه شفافيتها. الطقس ملائم للغطس وملاذات اليوغا والرحلات المنعزلة. يصبح الساحل الغربي (فوكيت، كرابي) أقل قابلية للتنبؤ به – حيث ترتفع الأمواج، والعواصف ممكنة.
الخريف: مرحلة انتقالية قبل ذروة الموسم
يُعتبر شهرا سبتمبر وأكتوبر أكثر شهور السنة تقلباً. خلال هذا الوقت، يمكن أن تستقبل تايلاند المسافرين بأمطار غزيرة وشواطئ مغلقة وإلغاء متكرر للجولات البحرية. ومع ذلك، حتى هنا يمكن قضاء عطلة ناجحة – الشيء الرئيسي هو اختيار المنطقة المناسبة.
يجلب شهر سبتمبر أقصى قدر من الأمطار. تصل الرطوبة إلى نسبة حرجة تبلغ 95%، وتبقى درجة الحرارة عند +29…+31 درجة مئوية، ولكن يبدو أنها أعلى. غالبًا ما تعاني المنتجعات الجنوبية، وخاصة فوكيت وكرابي، من العواصف. تبدو الطبيعة منتعشة وغنية: الخضرة مورقة والهواء مشبع بالأكسجين، ولكن النشاط السياحي أقل.
شهر أكتوبر هو شهر انتقالي. قد يستمر هطول الأمطار في النصف الأول، ولكن ابتداءً من منتصف الشهر يستقر الطقس. تظهر الرحلات مرة أخرى في الجزر الجنوبية، ويتم تنظيف الشواطئ ويبدأ البحر في الهدوء. تعود الحياة إلى المنتجعات. اعتباراً من نوفمبر يبدأ موسم المخمل. تنخفض نسبة الرطوبة إلى 60 في المائة، وتبقى درجات الحرارة حول +29 درجة مئوية ويزداد تدفق السياح تدريجياً. هذا وقت ممتاز لبداية رحلة شتوية ممتعة: راحة بدون حرارة، وبحر بدون أمواج، وأسعار أقل من شهر ديسمبر.
الخصائص الإقليمية: أين ومتى تذهب إلى تايلاند
مناخ تايلاند ليس موحداً. فالاختلافات الإقليمية لا تشكل فقط المناظر الطبيعية والهندسة المعمارية، ولكن أيضاً السمات المناخية. فبعض المنتجعات مناسبة أكثر للشتاء والبعض الآخر للصيف. ولتحديد موعد الذهاب إلى تايلاند، من المهم النظر ليس فقط في الشهر، ولكن أيضًا في النقطة على الخريطة.
شمال البلاد: البرودة والمهرجانات
شيانغ ماي، وشيانغ راي، وباي، ولامبانغ – المقاطعات الشمالية لها إيقاعها الخاص. يمتد الموسم الرئيسي من أكتوبر إلى فبراير. خلال هذا الوقت تبقى درجة الحرارة خلال النهار في حدود +22… +26 درجة مئوية، وتنخفض في الليل إلى +14… +18 درجة مئوية. الهواء جاف والسماء صافية والشمس معتدلة. المناظر الطبيعية الجبلية مغطاة بالضباب عند الفجر، مما يخلق ظروفاً مثالية لالتقاط الصور والتأمل. يحظى هذا الموسم بشعبية خاصة بين المسافرين الأوروبيين الباحثين عن البرودة والهدوء. إنه أفضل وقت للقيام بجولة في المعابد ومزارع الشاي والأسواق.
في فصل الربيع، تزداد الحرارة مع ارتفاع درجات الحرارة إلى +35 درجة مئوية. وتبدأ الزراعة في الاستعداد لموسم الأمطار الذي يصاحبه سقوط الأمطار الموسمية في مارس-أبريل. ويؤدي ذلك إلى تدهور الرؤية وجودة الهواء. من يونيو إلى سبتمبر، يبدأ موسم الأمطار. من الممكن حدوث انهيارات أرضية في الجبال، وتتآكل المسارات وتكون الرحلات محدودة. ومع ذلك، فإن الخريف هو موسم المهرجانات الثقافية. مهرجانات لوي كراتونغ (الفوانيس العائمة) ومهرجانات الحصاد والمعارض تجعل الشمال جذاباً حتى في موسم الأمطار.
الوسط: قلب البلد والحرارة: قلب البلد والحرارة
بانكوك وأيوثايا ونونثابوري والمناطق المحيطة بها هي المركز السياسي والتاريخي والتجاري. يبلغ النشاط السياحي ذروته من نوفمبر إلى مارس. وتبقى درجة الحرارة حوالي +30… +32 درجة مئوية، والرطوبة معتدلة والأمطار نادرة. من السهل خلال هذه الفترة زيارة المعابد والقصور الملكية والأسواق. تقام الرحلات على مدار الساعة، وتعمل وسائل النقل بثبات. هناك الكثير من السياح، خاصة في عطلة رأس السنة الجديدة.
من أبريل إلى مايو ترتفع درجة حرارة بانكوك. تصل درجة الحرارة في الظل إلى +38 درجة مئوية، ترتفع درجة حرارة الأسفلت إلى +50 درجة مئوية، ينخفض مستوى الراحة بشكل حاد. حتى في الغرف المكيّفة، تشعر بالإجهاد الحراري. يجلب الصيف وأوائل الخريف (من يونيو إلى سبتمبر) الأمطار. تفيض الشوارع، وتتباطأ حركة المرور، ولكن تنخفض درجة الحرارة إلى +29… +31 درجة مئوية. هذا الوقت مثالي للتوقفات القصيرة: التسوق، والمشي في المساء، والسياحة الترفيهية.
المنتجعات الجنوبية: شاطئ تايلاند حسب الموسم
ينقسم جنوب البلاد إلى اتجاهين – الغرب (بحر أندامان) والشرق (خليج تايلاند). هذه المناطق لها مواسم متعاكسة:
- الساحل الغربي: فوكيت، كرابي، لانتا، فاي فاي. أفضل فترة هي من نوفمبر إلى أبريل. درجة حرارة الماء +28…+30 درجة مئوية، ودرجة حرارة الهواء +30 درجة مئوية، وتقريبًا لا توجد أمطار. ظروف مثالية لقضاء العطلات الشاطئية والغوص والرحلات البحرية. في مايو تبدأ الأمواج، وتفقد المياه شفافيتها، وتظهر التيارات تحت الماء.
- الساحل الشرقي: ساموي، بانجان، تاو. تحافظ المنتجعات على طقس مستقر من يونيو إلى أكتوبر. في هذا الوقت تكون الأمطار أقل، والبحر هادئ والشواطئ نظيفة. من يناير إلى مارس، يعاني الساحل من الرياح، والبحر عاصف، وتقل الرؤية تحت الماء.
كيفية اختيار الشهر المثالي للذهاب إلى تايلاند
يعتمد اختيار وقت السفر على الأولويات: المناخ والميزانية والأهداف. الفترة المريحة عالميًا هي من نوفمبر إلى فبراير. اقتصادية – في غير موسمها. يتم الحصول على أكثر الصور الخلابة في ديسمبر, انطباعات غنية – في فبراير, والعزلة – في مايو.